ألكسندرا، هل تتذكرين اللحظة التي قررتي فيها أن تصبحي طبيبة أسنان؟ لماذا قررتِ اختيار هذا الاتجاه؟
لقد كنت مهتمَّةً بالبيولوجيا والكيمياء منذ مرحلة الدراسة في المدرسة الثانوية. أحببت بشكل كبير دراسة العمليات الحيوية التي تحدث في أجسام البشر والحيوانات والطيور ... لقد دعمت المدرسة اهتمامي وأوصتني بأتباع دورات في الجامعات في موضوعاتي المفضلة. تعتبر دورات الكيمياء التي تُقام في جامعة موسكو الحكومية للصف العاشر هي أكثر الدورات منفعةً وشهرة على مدار العام. لقد أجرينا في هذه الدورات التجارب الكيميائية، ومعايراتها، وحلها. وقد أتيحت لي هنالك الفرصة للاستماع إلى محاضرات المعلمين، لدراسة الاستعدادات التشريحية لجسم الإنسان.
عند اختيار التخصص كنت قد استرشدت بصرامة بقاعدة واحدة مفاددُها أنه يتوجب عليَّ ألا أشعر بالملل! أريد أن أتعلم أشياء جديدة كل يوم وأن أطور نفسي في مجال الطب وطب الأسنان طبعاً. لا يوجد فرع آخر من فروع الطب يتقدم بهذا المعدل.
ما هي الصعوبات التي واجهتكِ في السنوات الأولى؟
في السنوات الأولى كان الأمر صعبًا بدون ساعات إضافية في اليوم. برنامج ثري، العديد من الموضوعات الشيِّقة التي أردت دراستها بالكامل.
ما مجال طب الأسنان الذي يثير اهتمامكِ أكثر؟ ولماذا؟
أنا مهتمة بجميع الأقسام. أعتقد أن الاختصاصي لا يجب أن يقتصر تركيزه على اختصاصه الضيق فحسب، وإنما ينبغي عليه أن يرى الصورة الكبيرة أيضًا التي تتجاوز اختصاصه.
في الوقت الحالي أنا منغمسة في دراسة طب الأسنان العلاجي وأريد أن أصبح طبيب أسنان للأطفال.
ما هي خصوصية التخصص؟ وكيف يجب أن يكون طبيب أسنان؟
يجب أن يكون لدى طبيب الأسنان تفكير غير قياسي (غير مُحجَّم)، وألا يتبع البروتوكولات بصرامة. هذه الخصوصية بالإضافة إلى التفكير السريري ومرونة العقل ستساعد على تجنب الصعوبات والإرتقاء بجودة العمل.
لقد حصلتِ على منحة دراسية من رئيس روسيا الاتحاديَّة. يتم إعطاء هذه المنحة كمكافأة على إحراز النجاح في النشاط العلمي. أخبرينا عن مشاريعكِ العلمية وماذا تفعلين الآن وما الذي تتخصصين فيه.
نجري حاليًا بحثًا في طب الأسنان العلاجي. يهدف العمل الأخير إلى تحديد الطبقة المثبطة للأكسجين التي تتشكل أثناء معالجة الجزء الأخير من المركب. وباستخدام مطياف الأشعة تحت الحمراء، حددنا التركيب الكيميائي للمركب قبل وبعد المعالجة في ظل ظروف مختلفة.
ما أو من يلهمك للدراسة؟
عائلتي. كانوا هم الذين دعموني دائمًا وبذلوا جهودًا كبيرة حتى أكون في هذا المكان. أظهرت جدتي بمثالها أن أشياء مذهلة تحدث في العالم كل يوم. لقد وجَدَت جدتي دائمًا شيئًا مثيرًا للاهتمام حتى في شجرة التفاح المزهرة، والتغيرات في الطقس وتغير الفصول، هي ماتزال تحتفظ بدفتر ملاحظات منذ سنوات عديدة، ومن سنة إلى أخرى تقارن التغيرات في المناخ، وتكتب في أي يوم تزهر فيه النباتات المختلفة.
بفضل أفراد عائلتي، أفهم أنه كلما تقدمت للأمام بقوة أكبر الآن، زادت فرص التطور التي سأحظى بها في المستقبل. سأصبح عالمة عظيمة، وسأشتري محطة أرصاد جوية لجدتي.
إذا تطرقنا لموضوع طب أسنان المستقبل، ما هي أحلامكِ؟
أحلم أن يعمل الأطباء المحترفون بتخصصاتهم في جميع العيادات بأحدث المعدات وأفضل المواد ووفقًا للمعايير العالمية.
كيف تتخيلين مسارك المهني؟
حلمي بعد السنة الخامسة هو الإلتحاق بدراسة طب أسنان الأطفال كطبيب مقيم (الأورديناتورا) والبدء في إجراء المواعيد السريرية. هذا الأمر هو ضروري بالنسبة لي لاكتساب خبرة عملية وإيجاد تطبيق عملي لمعرفتي.
في المستقبل، أود أن أتعمق في التخصص وأواصل الانخراط في الأنشطة العلمية.
آمل أن أصبح ليس فقط طبيبًا ممارسًا، ولكن أيضًا باحثًا ومعلمًا لمساعدة زملائي في المستقبل على إتقان هذا التخصص الواسع.
في أحد أيام الأحد الشتوية جمعت الجامعة الروسية للصداقة بين الشعوب الطلاب والشركاء والزملاء في معرض "روسيا" ونظمت محاضرة "نحن مختلفون! نحن متساوون! نحن مع البعض!" أقيم الحدث في الجناح 57 في موقع جمعية "المعرفة" الروسية. وفي هذا اليوم كانت هناك زحمة في القاعة.
حضر الحفل أكثر من 350 طالبا من روسيا والبحرين ومصر واليمن وليبيا وموريتانيا والمغرب وتونس. ونظم الطلاب معرضا لجاليتهم، وعرّفوا الضيوف على رقصاتهم الوطنية، وقدموا لهم القهوة الجزائرية والحلويات العربية وتحدثوا عن ثقافة وتاريخ الشعب الجزائري. واختتم الأسبوع ببطولة كرة قدم مصغرة.
عشية العام الجديد نقوم بتقييم الـ 365 يومًا الماضية ونضع أهدافًا جديدة للعام المقبل في دراساتنا وأبحاثنا العلمية وعملنا، ونفكر في التغلب على قمة أعلى.